هل يتراجع اندماج الموظفين في مؤسستك مع ازدياد خبرتهم؟
October 22, 2024
|
5 دقائق قراءة
تخيّل معي أنه أصبح بإمكانك معرفة متى بدأ الموظّفين يفقدون الاندماج والشغف الوظيفي داخل شركتك والسبب وراء ذلك على وجه التحديد! وماذا لو تمكّنت مِن إعادة عجلة الزمان إلى الوراء وتدخّلت لتُحفِّز هؤلاء الموظّفين مرة أخرى وتُعيد ذلك الشغف المفقود لديهم قبل حتى أن يفكروا في مغادرة الشركة والرحيل عنها؟ هذا بالضبط ما تفعله لك أدوات تحليل دورة حياة الموظف؛ حيث تقدِّم لك هذه الأدوات نظرة شاملة على نسب تغيُّر درجة اندماج الموظفين خلال رحلتهم داخل الشركة، مما يساعدك على تطوير استراتيجيات من شأنها تحفيز الموظفين في كل مرحلة من مراحل دورة حياتهم داخل مؤسّستك.
فعوضًا عن تتبُّع فترات معينة مثل الالتحاق بالعمل للمرة الأولى أو مراجعات الأداء، يركِّز تحليل دورة حياة الموظف على الصورة الأعم والأشمل، وهي كيف تتغيّر درجات اندماج الموظفين بمرور الوقت وكيف تُلبي شركتك (أو تتغاضى عن) احتياجات الموظفين على مدار مسيرتهم المهنية. وإذا ما تم إجراء هذا التحليل بصورة سليمة، فلن يُعزِّز هذا مِن نسب الاندماج فحسب، وإنما سيساعد بشكل جذري على الاحتفاظ بالكفاءات. تُعد هذه التحليلات ذات قيمة كبيرة للشركات في المملكة العربية السعودية ومصر، حيث يساعد فهم الصورة الأعم لدورة حياة الموظف في تحسين استراتيجيات الموارد البشرية بما يتناسب مع الاحتياجات المحلية.
سنستعرض في هذا المقال كيفية عمل أدوات تحليل دورة حياة الموظفين، وكيف يمكنك استغلال هذه الأدوات في بناء فريق عمل وَفي لشركتك وأكثر اندماجًا كذلك.
الحالة العامة للاندماج الوظيفي خلال فترات العمل المختلفة
لا يُمكن لنسب اندماج الموظفين أن تبقى على حالها دون تغيُّر؛ حيث يمكنها أن تصل إلى الذروة أو القاع في مراحل مختلفة من دورة حياة الموظفين داخل الشركة. فعلى سبيل المثال، عادة ما يبدأ الموظفون الجُدد مسيرتهم المهنية داخل الشركة بنسب اندماج عالية؛ إذ يُحرِّكهم الشعور بالحماس لتعلُّم أشياء جديدة ومواجهة تحديات جديدة. لكن، تنخفض نسب الاندماج بعد مرور عدّة سنوات، لاسيما إذا ما شَعر الموظفون بالجمود أو عدم إحراز أي تقدُّم في مسيرتهم. ويُمكن لفرق الموارد البشرية مع أدوات تحليل دورة حياة الموظف تحديد هذه الاتّجاهات، من خلال تقديم صورة واضحة عمّا يشعر به الموظّفون المندمجون في مراحل مختلفة من دورة حياتهم داخل المؤسسة؛ بعد مرور عام مثلًا أو ثلاثة أو خمسة من تقلُّدهم لمناصبهم في الشركة. فعلى سبيل المثال:
- الفترة الأولى للالتحاق بالعمل: عادة ما يُصاحب تلك الفترة نسب اندماج عالية مدفوعة بالحماس لاكتشاف بيئة العمل الجديدة والفرص المتاحة للتعلم والتطور.
- منتصف رحلة الموظّف داخل الشركة: قد تنخفض نسب الاندماج في هذه المرحلة، إذا لم يصاحبها تقدُّم وظيفي بالصورة المطلوبة أو قلّ التقدير للجهود المبذولة.
- بعد مرور فترة طويلة من العمل: قد يُسجل الموظّفون نسب اندماج متباينة في هذه المرحلة، تعتمد في الأساس على فرص القيادة المتاحة ومدى توافق ثقافة الشركة مع قيمهم وتطلعاتهم.
يُتيح تحليل دورة حياة الموظف قياس هذه المراحل الزمنية السابقة واتّخاذ الإجراء المناسب لمعالجة المسائل المتعلقة بكل فترة زمنية، مما يضمن اعتماد استراتيجية اندماج وظيفي أكثر توازنًا.
كيف تتفاعل كل شريحة من شرائح الموظفين بشكل مختلف مع فترات العمل؟
لا يتتبّع تحليل دورة حياة الموظف فترات العمل المختلفة فحسب، وإنما يَكشف عن كيف تَعيش مجموعات الموظّفين المتنوّعة تجربة الاندماج الوظيفي على مدار مسيرتهم المهنية؛ فكل مجموعة، سواء جرى تقسيمها وفقًا للمهام الوظيفية أو النوع الاجتماعي أو مستوى الأقدمية، قد تُظهر أنماط اندماج مختلفة بمرور الوقت.
- وفقًا للمهام الوظيفية:
قد تُعاني فرق المبيعات مِن الإرهاق الوظيفي بصورة أسرع مقارنة بفرق العمليات؛ حيث يبدو النمو متدرجًا ولكن بصورة ثابتة. وعلى الجانب الآخر، قد تظلّ فرق المنتجات مندمجة لفترة أطول، إذا ما واجهوا تحديات ابتكار مستمرة.
- وفقًا للنوع الاجتماعي:
قد يكون لدى النساء التي تبدأ في تكوين أسرة احتياجات مختلفة مِن الدعم أوالمرونة أو الصحة والسلامة، مقارنة بزملائهن الذكور في مراحل زمنية معينة.
في الشرق الأوسط، تلعب العوامل الثقافية والاجتماعية دورًا كبيرًا في تشكيل احتياجات الموظفين، خاصة النساء اللاتي قد يحتجن إلى دعم إضافي خلال مراحل معينة من حياتهن المهنية.
- وفقًا للكادر الوظيفي:
قد يحتاج صغار الموظفين لفرص ترقي بصورة مستمرة، في حين يتطلّع كبار الموظفين بصورة أكبر إلى المناصب القيادية والنفوذ داخل الشركة.
ويُمكن لقادة الموارد البشرية مِن خلال تحليل ردود وتعليقات شرائح الموظفين المختلفة بمرور الوقت أن يقوموا بتدخّلات مستهدفة وبناءة.
فعلى سبيل المثال، إذا ما سجّلت فرق المنتجات نسب اندماج عالية في السنوات الأولى من الالتحاق بالعمل قبل أن تفقد الحافز والشغف الوظيفي بعد خمسة أعوام، فإن أدوات تحليل دورة حياة الموظف قد تساعد على تحديد الأسباب وراء ذلك وتقترح اتّخاذ إجراءات محددة، مثل تعزيز الشعور بالتقدير العام أو مواجهة تحديات جديدة.
هل تريد أن تعرف كيف يمكن لتحليل دورة حياة الموظف أن يُحدّد التحديات الخاصة بالاندماج الوظيفي ويحسِّن من معدلات الاحتفاظ بالكفاءات؟ حسنًا، تساعدك منصّتنا على تتبّع التغيّرات التي تطرأ على نسب اندماج موظفيك، مما يسهّل مِن الاحتفاظ بالكفاءات قبل رحيلها. احجز عرضًا تجريبيًّا للتعرّف على منصّتنا وكيفية عملها لصالح فريقك.
تغيّر عوامل الاندماج بتغيّر فترات العمل
تتغيّر توقّعات الموظفين وكذلك العوامل المسئولة عن اندماجهم على مدار مسيرتهم المهنية، لذا مِن المهم فهم ما يُحفِّز الموظفين في المراحل الزمنية المختلفة حتى يُمكن الإبقاء على مستويات اندماجهم الوظيفي على المدى الطويل. يُمكن لأدوات تحليل دورة حياة الموظف أن تُساعدك على رصد هذه التغيّرات، مما يضمن لك معالجة عوامل الاندماج الدقيقة في الوقت المناسب.
- الفترة الأولى للالتحاق بالعمل (التدريب وفرص التعلّم):
في البداية، يولّي الموظفون أولوية للنمو والتطور المهني؛ فإذا كانت فرص التدريب وفيرة، تظلّ اتّجاهات الاندماج عالية بدورها. لكن، قد يؤدي عدم وجود مسارات تعلّم منظمة إلى فقدان الاندماج، حتى في السنة الأولى مِن الالتحاق بالعمل.
- منتصف رحلة الموظّف داخل الشركة (التقدّم الوظيفي):
بعد سنوات قليلة، قد تُصبح الرغبة في التقدّم الوظيفي والترقّي عاملًا مهمًّا؛ لذا قد يبدأ الموظفون في الشعور بفقدان الاندماج إذا لم يروا فرصًا واضحة للتقدّم أو تحديات جديدة.
- بعد مرور فترة طويلة من العمل (التوازن بين الحياة والعمل والقيادة):
قد يولي كبار الموظفين، خصوصًا هؤلاء الذين قضوا فترة طويلة في العمل داخل الشركة، أولوية للموازنة بين حياتهم الخاصة والعمل أو فرص القيادة. لذا قد تنخفض نسب الاندماج إذا ما شعروا بأن عملهم لا يتم تقديره بالشكل الكافي أو إذا لم يتم منحهم فرصًا لقيادة مشروعات أو مبادرات.
يُقدم تحليل دورة حياة الموظف معلومات دقيقة تتعلّق بتوقيت حدوث هذه التغيّرات وأسبابها، وهو ما يُمكِّن فرق الموارد البشرية، مِن خلال فهم عميق للعوامل المسبّبة للاندماج أو تلك المتسبّبة في فقدانه، مِن إنشاء مبادرات مصمّمة خصيصًا لكل مرحلة من المراحل الزمنية للعمل، مثل توفير تدريب على القيادة للموظفين الذين قضُّوا فترة أطول داخل الشركة أو توفير مسارات نمو منظّمة للموظّفين الأحدث.
كيف يساعد تحليل دورة حياة الموظف على فهم التسرّب الوظيفي ومنعه
كُلما ظلّ الموظف باقيًا في الشركة لفترة أطول زادت طموحاته في الحصول على تقدّم وظيفي أو منصب قيادي؛ لذا فعندما لا تُلبي هذه الاحتياجات بالشكل المطلوب، قد يؤدي الأمر في نهاية المطاف إلى فقدان الاندماج ومِن ثَم ترك العمل. يُقدم تحليل دورة حياة الموظف لقادة الموارد البشرية معلومات وتحليلات هامة تساعدهم على توقّع أي تسرّب وظيفي والحيلولة دون وقوعه من خلال تتبّع عوامل الاندماج الرئيسية بمرور الوقت.
- الارتقاء المهني.. مؤشرًا على التسرب الوظيفي:
يُعد الافتقار إلى فرص الترقي المهني لدى العديد من الموظفين أكبر مؤشّر على تركهم العمل في المستقبل؛ فعلى سبيل المثال، إذا لم يَر الموظفون في منتصف حياتهم المهنية أي مسارات للترقي أو التقدّم، فإن معدّلات التسرّب الوظيفي ستزداد بشكل لافت. لذا يُمكن لأدوات تحليل دورة حياة الموظف أن تُحدِّد هذا الاتجاه مبكرًا، مما يَمنح قادة الموارد البشرية فرصة للتدخّل من خلال اعتماد خطط تطوير أو برامج إرشاد وتوجيه مخصّصة لهم فقط.
- الصحة والسلامة، والمرونة:
تُعد الصحة والسلامة عاملًا آخرَ يُساهم في التسرّب الوظيفي، خصوصًا لدى الموظفين الذين يقومون بموازنة مسئوليات الأسرة أو يسعون إلى الحصول على ترتيبات عمل مرنة؛ فقد تبدأ الموظفات في الشعور بفقدان الاندماج إذا لم يحصلن على الدعم الكافي. تقوم أدوات تحليل دورة حياة الموظف بتتبّع تلك التغيّرات مما يُتيح لقادة الموارد البشرية تقديم سياسات مراعية للأسرة أو خيارات العمل مِن المنزل قبل حدوث فقدان الاندماج.
يَكمن العامل الأساسي في منع التسرّب الوظيفي في فهم حقيقة أن توقّعات الموظفين تتغيّر على مدار مسيرتهم المهنية؛ لذا توفِّر أدوات تحليل دورة حياة الموظف المعلومات والتحليلات اللازمة للكشف عن هذه الأولويات المتغيّرة ومعالجتها قبل أن يفكّر الموظفون في ترك الشركة والرحيل عنها.
تحويل تحليلات دورة حياة الموظف إلى إجراءات ملموسة
تزوّد أدوات تحليل دورة حياة الموظف قادة الموارد البشرية بخارطة طريق تساعدهم على فهم الاندماج الوظيفي في كل مرحلة من مراحل دورة حياة الموظف، كما تُساعد تلك الأدوات الشركات على التغلّب على مخاطر فقدان الاندماج وترك العمل، وذلك من خلال تحديد التغيّرات التي تطرأ على دوافع الموظفين ومستويات الرضا لديهم عبر فترات العمل المختلفة.
بالنسبة للشركات في السعودية ومصر، تُساعد هذه الأدوات على تلبية توقعات الموظفين المتغيرة داخل أسواق عمل تشهد تطورًا مستمرًا، مما يساهم في تقليل معدلات الاستقالات والاحتفاظ بالكفاءات.
وسواء ساهمت في الاعتراف بالحاجة إلى الترقي الوظيفي أو مواجهة المخاوف المتعلّقة بالموازنة بين الحياة المهنية والعمل، أو حتى تحسين مسارات القيادة، فإن أدوات تحليل دورة حياة الموظف تمنحك كل ما تحتاجه من معلومات لاتّخاذ تغييرات وإجراءات فعّالة وفي الوقت المناسب.
هل أنت على استعداد للاستفادة مِن أدوات تحليل دورة حياة الموظف في تحسين استراتيجيتك للاحتفاظ بالكفاءات؟ احجز عرضًا تجريبيًّا للتعرّف على منصّتنا ومعرفة كيف تُساهم في بناء فريق عمل لا ينقصه التحفيز وأكثر اندماجًا من أي وقت مضى، وفي كل مرحلة زمنية في مسارهم المهني.