الخرائط الحرارية: مفتاح لفهم اندماج الموظفين

عندما يتعلّق الأمر بفهم احتياجات موظفيها بشكل أفضل وأكثر دقّة، عادة ما تجد المؤسسات المختلفة نفسها مدفونة تحت جبال من البيانات الضخمة من دون مسار واضح لاستخلاص المعلومات والبيانات الدقيقة القابلة للتنفيذ.. وهنا يأتي دور أداة الخرائط الحرارية!

‍

قد يبدو الأمر صعبًا ومرهقًا في تحديد النقاط التي يجب تركيز الجهود عليها أو حتى تحديد نقاط القوة والضعف خلال دورة حياة الموظفين، لذا تُتيح أداة الخرائط الحرارية التفاعلية للمديرين وقادة الموارد البشرية معرفة ما يدور داخل مؤسساتهم بدقَّة بالغة، مع وضع خطط سريعة لمعالجة مشاكل الموظفين ومن ثَم الحصول على أفضل أداء ممكن.

‍

تَعرض تلك الأداة التفاعلية نتائج الاستبيانات على هيئة رسوم بيانية جذَّابة وملوَّنة مما يعني تقديمها نهجًا مبتكرًا لمتابعة نسب اندماج الموظفين، وذلك من خلال استعراض كم كبير من المعلومات في صيغة أكثر جاذبية وأسهل للتتبُّع. بمعنى آخر، إنها وسيلة ممتعة وشيّقة للكشف عن الأنماط المختلفة، وتحديد نقاط القوة لاستغلالها ونقاط الضعف لمعالجتها، كل ذلك وأكثر في غضون ثوان معدودة!

‍

سنستعرض معًا في هذه المقالة ما هي الخرائط الحرارية، ومدى أهميتها في تعزيز معدلات الاندماج الوظيفي داخل المؤسسات، وكيفية استخدامها لاتِّخاذ قرارات سريعة ومدروسة.

‍

ما هي الخرائط الحرارية؟

الخرائط الحرارية (Heat Maps) ما هي إلا أدوات مرئية تُسهّل مِن عملية ترجمة بيانات الاندماج الوظيفي المعقَّدة داخل مؤسستك؛ حيث تكشف مِن خلال الاستعانة بالرموز اللونية عن مزيد مِن المعلومات والبيانات الدقيقة المتعلِّقة بنسب الاندماج الوظيفي عبر شرائح الموظفين والعوامل الرئيسية المختلفة؛ منها عبء العمل والإجهاد والتطوير الوظيفي، وأيضًا ديناميكيات فريق العمل.

‍

وإليك كيفية عمل الخريطة الحرارية للاندماج الوظيفي:

‍

١- محور رأسي: حالة الاندماج وعوامله

يتألف هذا المحور من شقين: تقع حالة الاندماج في الجزء العلوي، وتُظهر مستويات الاندماج بوجه عام، بينما تقع عوامل الاندماج (مثل النمو الوظيفي والعلاقات في الفريق وخلافه) في الجزء السفلي.

‍

٢- محور أفقي: شرائح الموظفين

يُصنِّف هذا المحور الموظفين إلى مجموعات مختلفة داخل مؤسستك، وعادة ما يبدأ بالأقسام ولكنه قابل للتكيف أيضًا مع الشرائح الأخرى مثل الموقع الجغرافي أو الفرق أو المجموعات العمرية.

‍

وعند نقطة التقاطع بين هذين المحورين، ستجد خلايا ملوَّنة تُعطيك لمحة سريعة عن نسب الاندماج الوظيفي؛ حيث يرمز اللون الأخضر إلى نسب الاندماج المرتفعة، بينما يرمز اللون الأصفر إلى نسب الاندماج المتوسطة، في حين يرمز اللون الأحمر إلى نسب الاندماج المتدنية التي تتطلب منك التركيز عليها بشكل خاص.

‍

لماذا لا غنى عن الخرائط الحرارية لقادة الموارد البشرية؟

‍

تُسلِّط الخرائط الحرارية الضوء على بيانات الاندماج الوظيفي بشكل أكثر دقة ووضوحًا، مما يجعلها أداة لا غنى عنها للمديرين وقادة الموارد البشرية، وذلك للأسباب الآتية:

‍

١- بيانات لحظية

‍

توفر الخرائط الحرارية رؤية واضحة وفورية؛ فعوضًا عن الاستعراض اللانهائي لجداول البيانات أو نقاط البيانات، يمكنك بكل سهولة النظر إلى الخريطة الحرارية لاستخلاص البيانات التي تحتاجها بشكل فوري وسريع، سواء معرفة أي قسم داخل مؤسستك يتفوّق في  دعم القيادات أو مجموعة عمرية تعاني من التطوّر الوظيفي، كل هذه التحليلات والبيانات الدقيقة ستتمكَّن من الاطِّلاع عليها في ثوان معدودة.

‍

٢- اكتشاف الأنماط عبر الشرائح المختلفة

‍

تُتيح لك الخرائط الحرارية أو خرائط التمثيل اللوني التعمُّق بصورة أكبر مِن مجرد الحصول على تحليل على مستوى الأقسام داخل المؤسسة؛ حيث يُمكنك التنقُّل بسهولة بين الشرائح المختلفة مثل النوع أوالمستوى الوظيفي أوالموقع الجغرافي، مما يجعلك تكشف عن بيانات كانت ستظل مخفية ومدفونة إلى الأبد. على سبيل المثال، قد تُلاحظ أن الموظفين الأصغر سنًّا في قسم معين يشعرون بالتبلُّد والفتور في وظائفهم، أو أن مستويات الاندماج تختلف بشكل كبير بين الفرق التي تعمل عن بُعد وتلك التي تعمل في مكاتبها.

‍

٣- احتفل بنقاط القوة وعالج نقاط الضعف!

‍

بينما تُسلِّط العلامات الحمراء الضوء على النقاط التي تحتاج إلى تحسين ملحوظ وعناية بالغة، فإن العلامات الخضراء تُظهر نقاط القوة التي تستدعي منك الاحتفال بما أنجزته حتى الآن؛ لأن الاعتراف بنقاط القوة يُعد أمرًا لا يقل أهمية عن تحديد نقاط الضعف، لاسيما فيما يتعلَّق بتعزيز الاستراتيجيات والسلوكيات الإيجابية على نطاق مؤسستك.

‍

ويمكنك من خلال الاستعانة بأداة الخرائط الحرارية لدى إنغيجسوفت أن تُحدِّد سريعًا تلك الاتِّجاهات واتِّخاذ القرارات اللحظية. احجز عرضًا تجريبيًّا اليوم مع أحد خبرائنا للتعرُّف على منصَّتنا واستكشاف خصائصها الفريدة لتعزيز نمو أعمالك ورفع معدَّلات الأداء الوظيفي داخل مؤسستك.

‍

أهمية وفوائد الخرائط الحرارية

‍

واحدة مِن أهم خصائص وفوائد الخرائط الحرارية هي كيفية تلخيص كميات هائلة من البيانات في صيغة أكثر جاذبيةٍ ووضوحٍ وأسهلَ للتَّتَبُّعِ والتنفيذ.

‍

• مُلخِّصة وقابلة للتنفيذ: تستعرض الخريطة الحرارية كميات هائلة من المعلومات والبيانات في صيغة مُدمجة يسهُل استيعابها.

فهي تُعطيك لمحة سريعة عن القسم الذي يعاني على صعيد نسب الاندماج داخل مؤسستك، ومعرفة أين تتدخَّل بالضبط لمعالجة هذا الخلل.

‍

• أداة مقارنة: بخلاف تحديد الاتجاهات الداخلية، تُتيح لك الخرائط الحرارية مقارنة معدلات الأداء عبر الأقسام المختلفة أو مع مستويات تقييم الأداء الخارجية.

يُمكن من خلال تقييم أداء فريقك ومقارنته بالمعايير المرجعية الوطنية أو المُتَّبعة في قطاعك أن توجه استراتيجية مؤسستك التوجيه السليم وتضمن اتِّخاذ الخطوات الصحيحة نحو التحسين.  

‍

التطبيق العملي للخرائط الحرارية

في ضوء فهم بنية وتكوين الخرائط الحرارية، وكذلك إمكاناتها المختلفة، دعونا معًا نستكشف كيفية تطبيق هذه الأداة بكفاءة وفعالية.

‍

إنشاء مهام عمل

رصد المشاكل والتحدِّيات المختلفة ليست سوى الخطوة الأولى؛ إذ تتمثَّل القيمة الحقيقية للخريطة الحرارية في قدرتها على مساعدتك على اتِّخاذ الإجراء المناسب بناء على البيانات والتحليلات الدقيقة التي توفِّرها. ويمكنك مع أداة الخرائط الحرارية لدى إنغيجسوفت إنشاء مهام يجب إنجازها مباشرة من الخريطة الحرارية.

‍

على سبيل المثال، إذا ما لاحظت أن قسم المبيعات داخل مؤسستك يعاني على صعيد النمو الوظيفي، يمكنك عندئذ إنشاء مهمة عمل مباشرة من الخريطة الحرارية؛ حيث يُمكن إسناد هذه المهمة للمدير المناسب، مما يُمكنك بسهولة من تتبُّع التقدُّم المُحرَز والتأكد من معالجة المشكلة من جذورها.

‍

الاستفادة من تقسيم الموظفين إلى شرائح

‍

تُتيح لك خرائط التمثيل اللوني استكشاف اتجاهات الاندماج عبر شرائح الموظفين المختلفة داخل مؤسستك. ويُمكنك دومًا التنقّل بين المجموعات الديموغرافية مثل السن أو النوع، أو بين الشرائح الوظيفية مثل المستويات الوظيفية أو الأقسام، وذلك للكشف عن الاتِّجاهات التي قد لا تظهر على مستوى أعلى.

‍

على سبيل المثال، قد تكتشف أن الموظفين الأصغر سنًّا في قسم معين أقل اندماجًا؛ لأنهم يشعرون بعدم وجود فرص للترقي الوظيفي. لذا مع توافر مثل هذه البيانات، يمكنك اتِّخاذ الإجراء المناسب لتحسين تجربتهم داخل المؤسسة.

الاستفادة القصوى من خرائطك الحرارية

تَمنحك الخرائط الحرارية فرصة حقيقية لضمان صحَّة مؤسستك ككل؛ فهي تساعدك على اكتشاف جميع نقاط الضعف والقوة خلال دورة حياة الموظفين، وكيفية استغلال نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف، والأهم من هذا وذاك، فإن تأثيرها الحقيقي يتمثَّل في القدرة على الاستفادة من هذه المعلومات والتحليلات الاستفادة القصوى.

‍

فمع المنصَّة المناسبة، يمكنك دومًا تحويل البيانات والتحليلات إلى أفعال وإجراءات مدروسة، مما يساعد مؤسستك على تحديد النقاط التي تحتاج تحسينا وعناية ملحوظة من جانب، والاحتفال بنقاط القوة من جانب آخر.

‍

اتِّخذ الخطوة الأولى نحو بيئة عمل أكثر اندماجًا، واحجز عرضًا تجريبيًّا مع إنغيجسوفت اليوم للتعرُّف على منصَّتنا وحلولنا الفريدة وتعزيز مستويات اندماج الموظفين داخل مؤسستك.